Rabu, 07 Mei 2014

الطريقة الإيحائية



‌أ.         نشأة الطريقة الإيحائية  
الطريقة الإيحائية هي طريقة طورها الطبيب النفسي جورجي لوزانوف(George Lozanov)  في سنة 1975 م في بلغاريا (أوربا الشرقية).[1] تتكون هذه الطريقة من مجموعة من التوصيات التعليمية المشتقة من علم الإيحاء الذي وصفه لوزانوف بأن "علم يهتم بالدراسة المنظمة للتأثيرات اللاعقلانية واللاشعورية أو كليهما" التي يستجيب لها البشر بشكل مستمر.[2]
إن أبرز سمات هذه الطريقة هو استخدام الديكور، والأثاث، والطريقة الخاصة لترتيب غرفة الدراسة، واستعمال الموسيقي والسلوك السلطوي الذي يتبعه المعلم أثناء التدريس. ومدة الدورة الدراسية في الطريقة الإيحائية ثلاثون يوما، وتتكون هذه الدورة من عشر وحدات دراسية. وتعتقد الدروس لمدة أربع ساعات في اليوم، بواقع ستة أيام في الأسبوع. ويكون محور التركيز في كل وحدة حوارا يتألف من 1200 كلمة أو نحو ذلك، تصحبه قائمة مفردات وشروح أو تعليقات نحوية. ويتم تصاعد المستوى اللغوي للحوارات عن طريق الكلمات والقواعد النحوية.
ويعترف لوزانوف بارتباط الطريقة الإيحائية تقليدا باليوغا وعلم النفس في الإتحاد السوفيتي. لذلك استعار لوزانوف وحور أسلوبيا من أساليب يوغا حكام الأمبراطورية الهندية  لكي يغير حالات الوعي (الشعور) وكذلك التركيز واستخدام تنفس الإيقاعي.[3]

‌ب.    أهداف الطريقة الإيحائية[4]
1.             من ناحية نظرية اللغة، يذكر لوزانوف أن برنامج الطريقة الإيحائية "لا يوجه الطالب إلى استظهار المفردات واكتساب عادة الكلام ولكن إلى ممارسات اتصالية."
2.             تهدف الطريقة الإيحائية إلى إعطاء الطلاب، وبسرعة، مقدرة متقدمة في المحادثة.
3.             والهدف الرئيسي للتدريس بالطريقة الإيحائية ليس الاستظهار ولكنه الفهم والحلول الابداعية للمشكلات.
4.             ولكن نظرا لأن المدرسين والطلاب يعطون تذكر المفردات قيمة كبيرة، لذلك ينظر دائما إلى استظهار أزواج المفردات هدفا مهما للطريقة الإيحائية.
5.             وتهدف هذه الطريقة لإبعاد أو إزالة الحواجز النفسية عند الطلاب حتى وثقوا في المعلم وفي أنفسهم ولا يحتاجون لمجهود كبير في تعلم اللغة فستأتي طبيعية وببساطة.[5]
‌ج.  المبادئ الأساسية لهذه الطريقة
ستة مبادئ أساسية أو مكونات رئيسية يعمل من خلالها نزع الإيحاء والإيحاء يقيم و يؤسس المدخل الموصل إلى الاحتياطات، نذكرها فيما يلي:[6]
1.             السلطة (Authority)
لا بد أن يكون للمعلم قدرة وكفاءة في غرس ثقة النفس في كل نفوس   الطلاب أن لهم قدرة في الاتصال باللغة الهدف (الأجنبية).[7]
قال ستيفك (Stevick, 1790)  وهو المتحمس لهذه الطريقة بأن ثقة النفس تتيح وتجعل الإطمئنان في نفوس الطلاب، وقمة الآثار منها الشجاعة في الاتصال باللغة الهدف. 
2.             الطفلانية (Infantilization)
تستخدم السلطة في الطريقة الإيحائية لكي تؤدي إلى علاقة بين المدرس والطلاب كالتي بين الوالدين والطفل. لذلك نجد الدارس في الطريقة الإيحائية، من خلال دور الطفل الذي يقوم به، يشترك في تمثيل الأدوار، والألعاب، والأغاني، والتدريبات الرياضية لأنها "تعين الدارس البالغ على استعادة الثقة بالنفس والتلقائية وسرعة التلقن التي يتميز بها الأطفال".[8]
3.             التدابير المضاعفة (Dual comunication)
لا يتعلم الدارس من التدريس المباشر فقط ولكنه يتعلم أيضا من البيئة التي يجري فيها التدريس، ولا يظهر المدرس ملامح الكراهة والغضب في سلوكه.
لذلك نجد أن الطريقة الإيحائية تعتبر الديكور البهيج لغرفة الدراسة، والخليفة الموسيقية، وأشكال الكراسي أشياء مهمة في التدريس مثل أهمية صيغة المادة التعليمية نفسها.
4.             التنغيم (Intonation)
يلقى المدرس المادة التعليمية بثلاثة تنغيمات مختلفات، أولها بالتنغيم الخفي، والثاني بالتنغيم المعتدل العادي ثمّ بصوت جهر بإثارة عاطفية ذات معنى.
5.             الإيقاع (Rhythm)
وهو درس القراءة يحضر بالإيقاع، يقف الطلاب لمدة بين الكلمات وشعور مناسب بإيقاع التنفس الداخلي. واليوغا Yoga يمثل دورا عظيما في تطبيق هذه  الطريقة الإيحائية.

6.             الحالة شبه السلبية (Pseudo-passive)
   في هذه المكونة، لا بد أن يكون الطلاب في حالة الاسترخاء المصحوب بالتركيز في استماع الموسيقي كما كان في القرن 18. فقال راكيل (Racle, 1977) أن في هذه الحالة تأتي قوة الذاكرة الرائعة.
‌د.    نظرتها إلى اللغة
اللغة تأتي أولا بالنسبة لعاملين: العامل الأول هو التخاطب، والعامل الثاني هو مجموعة العوامل المؤثرة على الرسالة اللغوية، وهذه العوامل مثل: طريقة اللبس، والايماءات أثناء الكلام، ولكنها تؤثر على تفسير المستمع للرسالة الشفوية أو اللغوية. وتختص الثقافة التي يتعلمها الطالب بالحياة اليومية لمتحدثي اللغة، كما يمكن استغلال الفنون الجميلة في فصول التدريس بطريقة الإيحاء لفوائده الكبيرة.[9]
ويذكر لوزانوف أن برنامج الطريقة الإيحائية لا يوجه ((الطالب إلى استظهار المفردات واكتساب عادة الكلام ولكن إلى ممارسة الإتصاليه)). وأن لوزانوف متمسك بالنظرة التي تقول بأن استخدام اللغة يكون بالتحديد في وظائفها الإنفعالية وأن تعلمها يكون قبل كل شيء من أجل تلك الوظائف.[10]
‌ه.     نظرتها إلى تعليم اللغة
إن الإيحاء هو صميم الطريقة الإيحائية. ويعترف لوزانوف أن الطريقة الإيحائية ذات علاقة بالتنويم المغناطيسي. ويبدو أن نزع الإيحاء يشمل تفريغ بنوك الذاكرة أو الإحتياطات من الذكريات المعوقة أو غير مرغوب فيها. لذلك يشتمل الإيحاء على تعبئة بنوك الذاكرة بالذكرايات المفيدة والمرغوب فيها.
عندما نقرأ كتابات لوزنوف نشعر أن الطبيعة اللغوية للمادة التعليمية في الطريقة الإيحائية ليست في الغالب مهمة وأنه إذا كان تركيز مقرر اللغة على استظهار القواعد النحوية مثلا فإن لوزانوف يري أن مذهب الإيحائي لتعلم اللغة هو أفضل مذهب مناسب لذلك. ومع ذلك نجد عينة الإجراءات التي ذكرها لوزانوف والتي اتبعت لدرس في اللغة الإيطالية لا توحي صراحة بنظرية لغوية مختلفة بشكل واضح عن أي نظرية تؤمن أن اللغة هي مفرداتها والقواعد النحوية المستخدمة في تنظيم المفردات.[11]
‌و.    دور المعلم ومتعلم والمواد التعليمية
1.  أدوار الدارس
نظرا لأن الطلاب يتطوعون لتعلم اللغة الأجنبية بالطريقة الإيحائية فإنه يتوقع منهم كمتطوعين أن يلتزموا بأنظمة الدرس وأنشطته. لذلك يمنع الطلاب أو لا يشجعون على شرب الكحول والتدخين في الدرس وفي جميع أنحاء المدرسة مدة الدورة. ونظرا لأن الحالة الذهنية للطلاب ذات أهمية قصوى في نجاحهم، لذلك يجب على الطلاب أن يقلعوا عن تناول أي مادة تغير من حالة العقل وعن أي أشياء أو أمور تعوق عمله. ويجب عليهم أيضا أن يغرقوا أنفسهم في إجراءات هذه الطريقة وأساليبها وأن لا يحاولوا فهم المادة اللغوية ودراستها والتلاعب أو التصرف بها ولكن يجب عليهم بدلا من ذلك أن يبقوا أنهسهم في حالة شبه سلبية لكي تنساب المادة الدارسية حولهم وخلالهم.[12] 
2.     أدوار المعلم
إن الدور الرئيسي للمعلم في هذه الطريقة هو خلق المواقف التي يكون فيها الدارس أكثر قابلية للإيحاء، ومن ثم يقدم معلم المادة اللغوية بطريقة يشجع فيها الطلاب على الاستقبال الإيجابي والحفظ. يذكر ستيفك أن للطريقة الإيحائية في عرض المادة أساليب خاصة مهمة وشائكة ولا يمكن بلوغها بسهولة.
ويرى بنكروفت أن الطريقة الإيحائية تتوقع من معلميها أن يكون لديهم مهارة في التمثيل والغناء وأساليب العلاج النفسي. لذلك نجد أن المعلمين الذين يتدربون على يدي لوزانوف يمضون ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر في التدريب في هذه  المجالات.
وضع لوزانوف لمعلم الطريقة الإيحائية قائمة من السلوكيات التي يتوقع منه أن يتبعها لكي تساهم في عرض المادة اللغوية :[13]
‌أ)       إظهار ثقة مطلقة في الطريقة
‌ب)  إظهار أسلوب متأنق في إخلاقه وملابسه
‌ج)  التنظيم الجيد والإلتزام الشديد بالمراحل الأولى للتدريس، ويشمل ذلك اختيار وتقديم الموسيقي والمواظبة.
‌د)     المحافظة على الوقار
‌ه)      إعطاء الإختبارات، والتعليق بكياسة ولطف على أوراق الطلاب التي تحمل درجات ضعيفة ( أن وجدت).
‌و)     التأكيد على النظرة أو الإتجاه الشمولي بدلا من التحليلي نحو المادة الدارسية.
‌ز)     المحافظة على الإعتدال في الحماس أثناء العمل (Lozanov 1978 :275-6)
3.     دور المواد التعليمية
تتألف المواد التعليمية في الطريقة الإيحائية من مواد مساندة بشكل مباشر، أولها الكتاب وأشرطة التسجيل. وتتألف المادة التعليمية أيضا من مواد مساندة بشكل غير مباشر تتمشل أثاث الصف والموسيقي.[14]
ينظم الكتاب المقرر حول العشر الوحدات الدراسية التي سبق وصفها. ويجب أن يحتوى الكتاب الدراسي على صبغة أدبية وعاطفة وشخصيات مشوقة. ويجب أن تعرض مشكلات اللغة بطريقة لا تقلق الطلاب أو تصرفهم عن المحتوى يقول لوزانوف ((يجب تجنب المواضع التي تسبب الصدمات النفسية، والمفردات غير المستساغة)) (Lovanzo 1978: 278). ((ويجب أن لا يوجد في كل وحدة دراسية سوى فكرة واحدة فقط تشتمل على أنواع مختلفة من الأفكار الفرعية، كما هو الحال في الحياة الحقيقية)). وعلى رغم من أن البيئة التعليمية في الطريقة الإيحائية وليست المادة التعليمية في حد ذاتها، هي التي تلعب دورا رئيسيا إلا أن إيراد العناصر المهمة في هذه البيئة، ولو بإيجاز، أمر ضروري، تتألف البيئة الدراسية (المواد المساندة بشكل غير مباشر) من شكل غرفة الدراسة (البهيج الوضاء) ومن الأثاث (كراسي الاسترخاء المرتبة في شكل دائرة) ومن الموسيقي (موسيقي الباروك البطيئة المختارة للأسباب إلى سبق ونوقشت).


[2]  جاك رتشاردز وثيودور روجيرز: مذاهب وطرائق في تعليم اللغات، ترجمة: محمود إسماعيل صالح وآخرون، (دار عالم الكتب، الرياض، 1990م)، ص. 275
[3] المرجع نفسه:  ص. 276
[4] المرجع نفسه:  ص. 285-286
[5] ديان لارسون وفريمان: أساليب ومبادئ في تدريس اللغة -سلسلة أساليب تدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية- ترجمة: عائشة موسى السعيد، (جامعة الملك سعود، 1998)، ص.59
[6] جاك رتشاردز: المرجع السابق، ص. 281-283
[7] Azhar Arsyad, Bahasa Arab dan Metode Pengajarannya, Cet. 2, (Yogyakarta: Pustaka Pelajar,  2004), h. 24
[8] جاك رتشاردز: المرجع السابق، ص. 282

[9] ديان لارسون وفرمان: المرجع السابق، ص.95
[10] جاك رتشاردز: المرجع السابق،  ص. 285-286
[11] المرجع نفسه:  ص. 280
[12] المرجع نفسه:  ص. 289
[13] المرجع نفسه:  ص. 291
[14] المرجع نفسه:  ص. 293

Tidak ada komentar:

Posting Komentar